روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | مسائل في ترجمة القرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > مسائل في ترجمة القرآن


  مسائل في ترجمة القرآن
     عدد مرات المشاهدة: 2203        عدد مرات الإرسال: 0

الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.

وفي الإصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى.

وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى والترجمة نوعان:

* أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بازائها.

* الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.

مثال ذلك: قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف:3} فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترحم {إِنَّا} ثم {جعلناه} ثم {قرآنا} ثم {عربيا} وهكذا.

والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل لكمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.

[] حكم ترجمة القرآن:

الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك أنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:

أ= وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.

ب= وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.

ج= تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك فهي محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن المبين، ولا ضرورة تدعو إليها، للإستغناء عنها بالترجمة المعنوية.

وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنة حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم كله فلا بأس.

وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

[] لكن يشترط لجواز ذلك شروط:

-الأول: أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.

-الثاني: أن يكون المترجم عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.

-الثالث: أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن، ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه.

ابن عثيمين رحمه الله تعالى.

المصدر: موقع ياله من دين.